مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن يمهّد لقيام دولة فلسطينية بشروط إصلاحية جديدة
كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن تحوّل لافت في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، بعد إدخال تعديلات جوهرية على مشروع قرار تقدّمت به واشنطن إلى مجلس الأمن الدولي، يتضمن للمرة الأولى إشارة واضحة إلى مسار يقود نحو إقامة دولة فلسطينية، وفق شروط وإجراءات محددة.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة قدمت ثالث نسخة معدلة من مشروع القرار، بهدف توحيد الموقف الدولي بشأن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة، في خطوة تعكس – بحسب الصحيفة – تغيرًا ملحوظًا في السياسة الأمريكية تجاه ملف الدولة الفلسطينية.
محور القرار الجديد
وبحسب التقرير، تشمل المسودة الجديدة نصًا صريحًا يشير إلى إمكانية إنشاء دولة فلسطينية تحت إدارة السلطة الفلسطينية، شريطة تنفيذ إصلاحات أساسية داخل مؤسسات السلطة، إلى جانب تحقيق تقدّم ملموس في إعادة إعمار قطاع غزة.
وأضافت هآرتس أن القرار ينص على أنه بمجرد استكمال الإصلاحات المطلوبة ونجاح عملية إعادة تطوير غزة، ستتوافر الظروف اللازمة لإطلاق مسار سياسي موثوق يضمن حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم.
حوار سياسي وانسحاب مشروط
وتشير المسودة الأمريكية إلى أن واشنطن ستشرف على إطلاق حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين لوضع إطار سياسي للتعايش السلمي، يتضمن اتفاقًا على خطوات ومعايير وجدول زمني لانسحاب إسرائيلي تدريجي، مرتبط بعملية نزع السلاح داخل غزة.
وفي الوقت ذاته، ينص المقترح على بقاء وجود أمني إسرائيلي داخل القطاع في المرحلة الأولى، لضمان منع عودة أي تهديدات "إرهابية" – وفق وصف المسودة – حتى اكتمال تأمين غزة بصورة شاملة.
تحول تاريخي
ويرى مراقبون أن تضمين إشارة مباشرة للدولة الفلسطينية في مشروع قرار أمريكي يُعد تطورًا نادرًا في موقف واشنطن، التي ظلت تؤجل هذا الملف لعقود. كما يأتي هذا التحرك بالتزامن مع تقارير واستطلاعات – من بينها استطلاع لوكالة رويترز – تشير إلى ارتفاع تأييد الأمريكيين للاعتراف بدولة فلسطينية.
ويشكل هذا المشروع، حال اعتماده، نقلة مفصلية في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، ويمهّد لنقاش دولي واسع حول مستقبل التسوية السياسية، ودور الإدارة الأمريكية في إعادة صياغة المشهد الإقليمي.
